هل العلاج بالقرآن من العلوم الحديثة ؟

الحمدلله رب العالمين،الذي أنعم علينا بنعمة القرآن الكريم،فأرسله مع أمين السماء إلى أمين الأرض؛والصلاة والسلام على خيرمن بلَّغ هذا القرآن العظيم،وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد.
فإن من المميزات الفريدة لعلم المكتبات والمعلومات أنه يخدم ويساعدكل العلوم الأخرى،من خلال تنظيمهاوتحليل نصوصها،بهدف تقديم الخدمةلكل المتخصصين في هذه العلوم وحل مشكلاتهم بشتى أنواعها،ولعل من التخصصات الفريدة لهذا العلم – علم المكتبات والمعلومات – هو العلاج بالقراءة.ولعل أحد أنواع العلاج بالقراءة هو العلاج بقراءة القرآن الكريم،
"فالقرآن الكريم مرجع المسلمين الأول لمعرفة أمور دينهم ودنياهم "،كما أن بالقرآن العلاج ليس علماً حديثاً

  • الحمدلله رب العالمين،الذي أنعم علينا بنعمة القرآن الكريم،فأرسله مع أمين السماء إلى أمين الأرض؛والصلاة والسلام على خيرمن بلَّغ هذا القرآن العظيم ،وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد.
    فإن من المميزات الفريدة لعلم المكتبات والمعلومات أنه يخدم ويساعدكل العلوم الأخرى،من خلال تنظيمهاوتحليل نصوصها،بهدف تقديم الخدمةلكل المتخصصين في هذه العلوم وحل مشكلاتهم بشتى أنواعها،ولعل من التخصصات الفريدة لهذا العلم – علم المكتبات والمعلومات – هو العلاج بالقراءة. ولعل أحد أنواع العلاج بالقراءة هو العلاج بقراءة القرآن الكريم،
    "فالقرآن الكريم مرجع المسلمين الأول لمعرفة أمور دينهم ودنياهم "،كما أن بالقرآن العلاج ليس علماً حديثاً:

    فقد عالج الله سبحانه وتعالى روح حبيبه المصطفى وقوَّاها حين قال له:"وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا" (الإسراء - 45).

  • وعالج جعفر الصادق أربع مشكلات بأربع آيات من القرآن؛ يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: "إن القرآن حين يُقرأ من أي قارىء يجب أن يتصور المؤمن أنه يسمع الله تعالى يتكلم، ويلغي المتكلم الواسطة، لذا فقد قال جعفر الصادق حفيد السيدة فاطمة بنت محمد رضي الله عنها: "عجبتُ لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله سبحانه: "حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل"؛الشاهد في هذا قوله فيما بعد: "فإني سمعتُ الله بعقبها يقول.... "؛ قال سمعتُ الله" !! مع أنه كان يسمعها من من قارىء أو يقرؤها هو،ولكن انظروا إلى شدة صفائيته في استقبال كلام ربه في أن الله يتكلم !! فكأنه حين يقرأ القرآن يستحضر أن الله هو الذي يتكلم،ولذلك قال سبحانه في سورة الأعراف: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٢٠٤﴾" لأن المتكلم هو الله ! فإياك أن يأخذك كلام خلق الله عن كلام الله ! قال جعفر: فإني سمعتُ الله بعقبها يقول: "فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴿١٧٤﴾ آل عمران" إذن فقد أعطى سيدنا جعفر وصفة للخوف الذي يعتري الإنسان، الوصفة أن تقول: "حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل"؛ لأن كل ما يخيفك دون قوة الله، ومادام كل ما يخيفك دون قوة الله فأنت قلتَ "حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل" في مواجهة ما يُخيفُني. قال:"وعجِبتُ لمن اغتم، ولم يفزع إلى قوله تبارك وتعالى:"لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" فإني سمعتُ الله عقبها يقول: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾" فهي ليست خاصة لسيدنا يونس، بل لكل المؤمنين.



    قال جعفر: "وعجِبتُ لمن مُكر به (أي كاد الناس له، فالمؤمن لا يقوى على مواجهة من يأتمرون عليه بقوته وحدها) ولم يفزع إلى قوله تبارك وتعالى:"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ فإني سمعتُ الله بعقبها يقول:"فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾".



    قال: "وعجِبت لمن طلب الدنيا ولم يَفْزَع إلى قوله تبارك وتعالى: "مَا شَاءَ اللَّـهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّـهِ" فإني سمعتُ الله عقبها يقول:"إن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴿٣٩﴾ فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ"!!!!



    لقد وضع سيدنا جعفر وصفات أربعة لما يعتري للنفس الإنسانية من أشياء قد تُفسد عليها حياتها، وتكدِّر عليها صفائها".،

    ويؤكد ذلك قول فضيلة الشيخ محمد حسان: "كما أن لمرض الجسد دواء يصفه الأطباء؛ فإن مرض النفس والروح له دواء يحدده العلماء الذين يُحسنون فهم مراد الله ورسوله، وفهم الواقع وفهم الأدلة الشرعية التي تعين على فهم الواقع".

    وهذا غيض من فيض، فقد كان القرآن الكريم وسيظل علاجاً لشتى أنواع الأمراض والمشكلات، وبلسماً لشتى أنواع الجروح، بل ووقاية منها جميعا.



    أما من الناحية العلمية، فلقد ثبت بالتجارب المعملية –كما سيلي الذكر- أن تلاوة القرآن تؤثر على الحالة النفسية والجسمانية للإنسان، يقول زغلول النجار-الحاصل على الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة ويلز ببريطانيا، وزميل نفس الجامعة، والعضو المؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة: "إن معظم تركيب جسم الإنسان من الماء، و لقد ثبت علميا ًأن الماء يتأثر بقراءة القرآن الكريم وبالتالي فإن الجسم يتأثر بتلاوة القرآن"؛ والباحثة تؤيد هذا الرأي، ألم يقل الله سبحانه:"وَاللَّـهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤٥﴾ " سورة النور.

    ويقول زغلول النجار أيضا:" القرآن الكريم مُعجِز في خطابه للنفس البشرية، وقدرته على تحريك هذه النفس من داخلها- كما لا يستطيع شيء آخر أن يحركها، معجز في إشاراته إلى الكون 

    ومكوناته، ولا توجد زاوية من الزوايا ينظر منها إنسان محايد إلى كتاب الله إلا ويرى جانباً من جوانب الإعجاز، بمعنى أنه جانب لا يستطيع الإنسان أنْ يأتي بمثله".


  • وعالج نفسه الحزينة- لفقد عمه أبو طالب الذي أعطاه الصمود، وزوجته خديجة رضي الله عنها التي أعطته الحب والمؤازرة، وذلك في عام الحزن – بنزول سورة يوسف التي تحتوي على أحسن القصص وتروي الأحداث الحزينة التي مر بها يوسف عليه السلام.

  • وعالج تكذيب المشركين لنبوته، و محاربتهم لدعوته، وإعراضهم عن الإيمان بالله من خلال الربط بين أحداث قصة يوسف وإيذاء إخوته له وكذلك محاربة كهنة مصر المشركين لتوحيد الله، بقوله سبحانه وتعالى له:"ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿١٠٢﴾ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٤﴾ وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾ سورة يوسف


  • وسرَّى عنه همَّ الدعوة وتكذيب الكفار له وتعذيب أتباعه بسرد غير ذلك من قصص القرآن التي تثبت فؤاده وتسرِّي عنه وتعينه على مواصلة الدعوة إلى الله؛ليس هو وحده،وإنما جاءت هذه القصص تذكرة وموعظة للمؤمنين أيضا ً؛ لقوله سبحانه: "وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ، وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ، وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ". من هذه القصص على سبيل المثال لا الحصر:

    -قصة يونس عليه السلام: "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ، وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ".
    فقد انتهت القصة عند (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ) ، ولئلا يظن قارىء القرآن أنها قصة تاريخية وقعت، ولن تقع مرة أخرى، جعلها الله تعالى قانوناً ساري المفعول في كل مكان وزمان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال سبحانه: "وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"فالمؤمن لا ينبغي أن يقنط من رحمة ربه أبداً، لأنه كما أنجى يونس بعد أن تاب واستغفر كذلك ينجيه.

    - قصة أيوب عليه السلام: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ" (الأنبياء-83).

    فقد انتهت القصة عند (رحمة ًمن عندنا) ولكن التعقيب على القصة جاء: (وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)؛يقول الطبري في تفسيره: "وَتَذْكِرَة لِلْعَابِدِينَ رَبّهمْ فَعَلْنَا ذَلِكَ بِهِ لِيَعْتَبِرُوا بِهِ وَيَعْلَمُوا أَنَّ اللَّه قَدْ يَبْتَلِي أَوْلِيَاءَهُ وَمَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَاده فِي الدُّنْيَا بِضُرُوبٍ مِنْ الْبَلَاء فِي نَفْسه وَأَهْله وَمَاله، مِنْ غَيْر هَوَان بِهِ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ اِخْتِبَارًا مِنْهُ لَهُ لِيَبْلُغ بِصَبْرِهِ عَلَيْهِ وَاحْتِسَابه إِيَّاهُ وَحُسْن يَقِينه مَنْزِلَته الَّتِي أَعَدَّهَا لَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ الْكَرَامَة عِنْده.
    وَقَدْ حَدَّثَنَا الْقَاسِم، قَالَ: ثنا الْحُسَيْن، قَالَ: ثني حَجَّاج، عَنْ أَبِي مَعْشَر، عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ، فِي قَوْله: {رَحْمَةً مِنْ عِنْدنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} وَقَوْله: {رَحْمَة مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَاب} قَالَ: أَيّمَا مُؤْمِن أَصَابَهُ بَلَاء فَذَكَرَ مَا أَصَابَ أَيُّوب فَلْيَقُلْ: قَدْ أَصَابَ مَنْ هُوَ خَيْر مِنَّا نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاء".

    فالقصة "تساعد على احتمال الأحزان كما قال إسحق داينسن Isak Dinesen:All sorrows can be borne if you put them into a story or tell a story about them لأن القصص - كما ثبت عبر التاريخ- تؤثر على مشاعر الإنسان بشكل فعال".

  • كماعالج شعوره والمسلمين بالحزن والكآبة حينما حال المشركون بينهم وبين نُسُكهم، بنزول سورة الفتح، بعد عودتهم من غزوة الحديبية؛ فعن أنس بن مالك أنه قال: "لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا *لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا*وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا*هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا* لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} (الفتح – الآيات 1-5) مرجعه من الحديبية وهم يخالطهم الحزن والكآبة. وقد نحر الهدى بالحديبية. فقال: (لقد أُنزلت على آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا). صحيح مسلم.

  • وعالج شدَّة كربه لانقطاع الوحي بنزول سورة الضحى التي تعد لمسة منحنان. ونسمة منرحمة، وطائف من ود، ويد حانية تمسح على الآلام والمواجع، وتنسم بالروحو الرضى والأمل. وتسكب البرد والطمأنينة واليقين، وهدهدة لروحه المتعبة، وخاطرهالقلق، وقلبه الموجوع.

  • وعالج قلقه واضطراب نفسه بنزول سورة طه.

  • كما عالجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما مرت به من كرب في حادثة الإفك بالقرآن الكريم حين قالت كما ورد في صحيح البخاري: "... وبكيتُ يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، فأصبح عندي أبواي، قد بكيت ليلتين ويوما، حتى أظن أن البكاء فالق كبدي، قالت: فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي، إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها، وقد مكث شهراً لا يُوحى إليه في شأني شيء، قالت: فتشهد، ثم قال: (يا عائشة، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنتِ ألممتِ بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله عليه). فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، وقلت لأبي: "أجِب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم"، قال: "والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقلت لأمي: "أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال"، قالت: "والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، قالت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن، فقلت: إني والله لقد علمتُ أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس، ووقر في أنفسكم وصدقتم به، ولئن قلتُ لكم إني بريئة، والله يعلم إني البريئة، لا تُصدقوني بذلك، ولئن اعترفتُ لكم بأمر، والله يعلم أني بريئة، لتصدقني، والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال: فَصَبرٌجميلٌ واللهُ المستعانُ على ما تَصفون ثم تحولتُ إلى فراشي، وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن والله ما ظننتُ أن ينزل في شأني وحياً، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله، فو الله ما رام مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى أُنزل عليه الوحي، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يومٍ شاتٍ، فلما سُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: ( يا عائشة، احمدي الله، فقد برَّأكِ الله )"صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2661.

  • وعالج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الجَدْب بتلاوة الآيات المناسبة وتنفيذ ما جاء فيها، كما جاء في تفسير بن كثير: "صعد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ليستسقي فلم يزِد على الاستغفار، وقراءة آيات الاستغفار،ومنها قوله تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ نوح﴾ ثم قال: لقد طلبتُ الغيث بمجاديج السماء التي يُستنزل بها المطر".

  • المصادر

    1- محمد راتب النابلسي. الله أكبر: كيف يصل الحاج إلى حقيقتها.دمشق: دار المكتبي، د.ت.، 37-38.

    2- موقع الإسلام، متاح في:
    http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&nSora=21&nAya=84&taf=TABARY&l=arb&tashkeel=0

    3- Pehrsson, Dale-Elizabeth and Paula McMillen Pehrsson.Bibliotherapy:Overview and Implications for Counselors.Professional Counseling Digest,2007.p.1.

    4- مركز التدبر للاستشارات التربوية والتعليمية، مصدر سابق، ص 279.

    5- محمد متولي الشعراوي "علاج الخوف والغم ومن مكر به وحل لطالب الدنيا". تاريخ الإتاحة 30 أبريل،
    2012.http://www.youtube.com/watch?v=PxOnfjrKSPk&feature=relatd

    6- محمد متولي الشعراوي. "علاج الهم والخوف والمكر للشيخ الشعراوى". تاريخ الإتاحة 30 أبريل، 2012.
    http://www.youtube.com/watch?v=rxuDd_-FNFk

    7- محمد حسان ." علاج الهم والحزن". تاريخ الإتاحة 20 أبريل، 2012.
    http://www.youtube.com/watch?v=tCVk60EYr7Y

    8- زغلول النجار. ويكبيديا. تاريخ الإتاحة 17 نوفمبر، 2010 .
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D8%BA%D9%84%D9%88%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B1

    9- زغلول النجار. الإعجاز في وضع الكف على الجبهة والدعاء، قناة دجاسم المطوع الإلكترونية. تاريخ الإتاحة 5 نوفمبر،2010. http://www.youtube.com/drjasemtv#p/u/11/SPaGRvWy7B