فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا

﴿ مريم﴾

أثبت العلم الحديث أن "المرأة في فترة النفاس قد يصيبها اكتئاب ما بعد الولادة وأسبابه عديدة منها الاضطرابات النفسية قبل الولادة ، بل أن النساء الأكثر عرضة له هن اللواتي يعانين من اضطرابات أوأمراض نفسية أثناء الحمل " 22 ،وأن الوقاية منه خير من خلال التوعية بما يمنع حدوثه "23,24 ، وحتى من لايصيبها الاكتئاب تكون في حاجة للراحة النفسية والبدنية .ولقد وقى الله تعالى مريم من هذا الاكتئاب قبل الولادة بأن أرسا إليها جبريل عليه السلام ليخبرها بأن ما هي فيه هو أمر ربها ، ثم عالجها سبحانه وتعالى من هذا الاكتئاب بسبب ما كانت تمر به من ظروف عصيبة بأن انطق وليدها ليطمئنها بأن ما هي فيه معجزة ربانية ومن ثم فإن الله تعالى هو المسئول عن حمايتها والدفاع عنها أمام المجتمع ؛ ثم جعل وليدها يعطيها تعليمات طبية تعينها على ما هي في: أن تترك الحزن وتأكل التمر ( الذي أثبت الطب أنه طعام كامل للمرضع والمولود ، ومهدىء للأعصاب ) وأن تشرب لأن السوائل مهمة لصحتها وصحة جنينها وخاصة للرضاعة) ، وأن ترتاح وتنام نوما ًهادءاً (حتى تعود أجهزة الجسم إلى وضعها الطبيعي قبل الحمل )، ثم أن تجنب نفسها مؤونة الرد على قومها حتى لا تدخل في مواجهة غير عادلة ومناظرة خاسرة ( ولكل امرأة نُفَساء أن تترك الجدال والمشاحنات حرصاً على صحتها وصحة جنينها النفسية )، فسبحان الله رب العرش العظيم !
هذه التعليمات صالحة لكل امرأة نٌفَساء وبدون اتباعها قد تتعرض لمخاطر صحية ونفسية عديدة.