-
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾
﴿ الأنبياء﴾
يقول الدكتور محمد يوسف خليل استشاري الطب النفسي : إن نشاط الجسم ونشاط أجهزته يتحقق بنشاط الخلايا ،ونشاط الخلايا معناه نشاط كهربي ، ومعناه أن الخلية تؤدي وظائفها فإن كانت الخلية ساكنة فمعنى هذا أنه ليس لها أي نشاط كهربي ؛ فإذا نشطت فمعنى هذا أن هناك نشاطا كهربياً فسيولوجياً قد حدث نتيجة تحرك الأملاح التي بداخلها وهي الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز ؛ ومن المعلوم أن البوتاسيوم ثابت في داخل الخلية لا ينفد منها ، ولابد أن يتوافر الماء داخل الخلية حتى تتحرك الأملاح وتتولد الكهرباء ؛ فلولا الماء ما كان هناك كهرباء ولولا الكهرباء ما كان هناك نشاط ولولا النشاط ما كان هناك حياة! (1)
فالماء –كما يقول الكتورزغلول النجار- هو سر من أسرار الحياة - وأصل من أصولها التي لايمكن لها أن توجد بدونه، وهكذا قدَّر الخالق العظيم، فجعل الأرض أغني الكواكب المعروفة لنا ثراء بالماء،فأنشأه من عناصره وأخرجه من داخلها، ليتكثف ويعود إليها مطرا، وبردا، وثلجا، يفتت صخورها، ويشق الفجاج والسبل فيها، ويكون تربتها، وصخورها الرسوبية، ويركز أعدادا من الثروات المعدنية فيها، ويجري علي سطحها سيولا جارفة، وأنهارا متدفقة، وجداول جارية لينتهي به المطاف إلي منخفضات الأرض مكونا البحيرات والبحار والمحيطات، كما يتسرب إلي ما دون قشرة الأرض ليكون عددا من الخزانات المائية تحت سطح الأرض، أو يرطب كلا من تربتها والأجزاء الدنيا من غلافها الغازي، أو يتجمع علي هيئة سمك متفاوت من الجليد علي قطبي الأرض وفوق قمم الجبال الشاهقة.
وقد اقتضت مشيئة الخالق( سبحانه وتعالي) أن يسكن في الأرض كمية محدودة من الماء في محيطاتها، وبحارها، وبحيراتها، وأن يجري هذا الماء في أنهارها وجداولها، وأن يختزن بعضه في الطبقات المسامية والمنفذة من قشرتها، وفي بعض الصخور المتشققة من صخور تلك القشرة الأرضية، ليخرجه علي هيئة العيون والينابيع، وأن يحتبس جزءا آخر علي هيئة الجليد فوق القطبين وفي قمم الجبال وهذا كله بالقدر المناسب بغير زيادة ولا نقصان، والكافي لمتطلبات الحياة علي الأرض بالضبط، وهذا التوازن الحراري المناسب في غلافها الغازي القريب من سطحها، وعدم وجود فروق كبيرة بين درجات حرارة كل من الشتاء والصيف بما يلائم مختلف صور الحياة الأرضية. (2)
- 1- محمد يوسف خليل .
2- زغلول النجار. "الماء في القرآن الكريم". تاريخ الإتاحة 1 أكتوبر، 2010. http://forums.graaam.com/7355.html