قالوا عن الدليل

أ.د. محمد فتحى عبد الهادى

بسم الله الرحمن الرحيم القرآن الكريم هو كتاب الله المنزَّل لعباده، وهو المرجِع لمعرفة المسلمين لدينهم ودنياهم، والكتاب الأول الذى يهتدى به كل مسلم؛ ففيه العلاج والدواء لكل قارئٍ له وعاملٌ به. لقد كان القرآن الكريم – ومازال – محل دراسات عديدة فى مختلف تخصصات المعرفة البشرية ومنها المكتبات والمعلومات. ولقد اجتهد العلماء والباحثون والدارسون – كلٌ فى تخصصه – فى الاهتداء بتعاليم القرآن الكريم وتفسيره، وتوضيح معانيه، وكيفية الإفادة منه كمنهج حياة. والباحثة الجليلة الدكتورة/ أمانى زكرياالرمادى واحدة من هؤلاء العلماء، فقد اجتهدت كل الاجتهاد فى توظيف تخصصها المكتبي المعلوماتي، وفى استثمار إتقانها وعلمها بالقرآن الكريم فى انتاج عمل علمى كبير يخدم القرآن الكريم ويخدم المسلمين، هذا العمل هو الكشاف الموضوعى المساعِد على العلاج بقراءة القرآن. وقد بينت الباحثة أن العلاج بالقرآن الكريم هو تلاوة آيات معينة على المريض أو من لديه مشكلة بالإضافة إلى الأدعية المأثورة – التى تتفق مع احتياج هذا الشخص أو يظن أنها تعالج مشكلته – وتكرارها عدداً من المرات مع تدبُّرمعانيها ؛ حتى يحدث الشفاء بإذن الله تعالى، هذه التلاوة القرآنية تتألف من شيئين "الصوت الذى يتكلم به المعالج، والمعانى التى تحملها الآيات". إن الكشاف الموضوعى الذي بين أيدينا يرتب أنواع المشكلات التى يعانيها البشر ترتيباً هجائياً، وتحت كل منها الآيات المختلفة التى تُعين على حل هذه المشكلات أو الوقاية منها؛ كما أنه يوفر الشرح لبعض هذه الآيات عند الحاجة، مما ييسر على المستخِدم للكشاف أن يحل مشكلته او يقى نفسه من الوقوع فيها. وإذا كان الكشاف الموضوعى هو لُب هذا العمل وجوهره، فإن الباحثة أضافت إليه ما يكمِّل الفائدة منه ويعظِّمها، فقد قدمت مدخلا قوياُ فى العلاج بالقراءة وخاصة بقراءة القرآن الكريم، كما تناولت نشأة وتطور العلاج بالقرآن الكريم وأنواعه، بالإضافة إلى تجارب واقعية فى العلاج بالقرآن الكريم يرويها أصحابها بأنفسهم. وفضلا عن هذا، فقد قامت بدراسة ميدانية لاتجاهات العرب المسلمين نحو الإفادة من القرآن الكريم. وهكذا جاء العمل شاملاً متكاملاً فى خدمة القرآن الكريم وفى إفادة كل من يحتاج إليه فى علاج الكثير من أنواع المشكلات والأمراض أو الوقاية منها. يتميز هذا العمل بالمنهجية العلمية التى تبعث على الثقة والإطمئنان لجهد الباحثة الكبير والمٌضنى، فقد حددت الباحثة بشكل علمى مقنع الدوافع إلى إعداد هذا العمل،و أهدافه وأهميته، كما أوضحت حدوداً واضحة لعملها الموجه للعرب المسلمين المقيمين فى شتى بقاع العالم، وأشارت إلى المنهج الذى سارت عليه فى إعداد العمل والأدوات والوسائل التى اعتمدت عليها فى جميع كل ما يلزم لإعداده، وأفاضت فى عرض عديد من الدراسات التى تناولت العلاج بالقرآن بعامة والعلاج بسماع وتلاوة القرآن بصفةٍ خاصة. ومن يطلع على هذا العمل ويغوص فيه لابد وأن يدرك أن الدكتورة/ امانى زكريا الرمادى ليست باحثة مُجيدة فى تخصص المكتبات والمعلومات فحسب، وإنما هى أيضاً باحثة مدققة فيما يتعلق بالقرآن الكريم، وهى تكتب بلغة عربية رصينة وسلسة، وهى فضلا عن هذا اعتمدت على عدد كبير من المصادر بلغت أكثر من مائتى مصدر باللغتين العربية والإنجليزية. لقد كان لى شرف الإشراف على الباحثة فى رسالتيها الماجستير والدكتوراه، اللَّتين كانتا متعلقتين بالقرآن الكريم وخدمته من جانب مكتبي ومعلوماتي. إن هذا العمل الرائد فى بابه يقدم الوصفات العلاجية التى يزخر بها القرآن الكريم، كما يساعد على اختيار الآيات التى تبعث فى نفس المؤمن الشعور المطلوب، وهو ما يدعو إلى التحية والتقدير والإعزاز والإكبار لصاحبة هذا العمل الدكتورة/ امانى زكريا الرمادى؛ جعله الله فى ميزان حسناتها. إننى أقدم هذا العمل لكل مسلم يتطوع لمنهج ربانى للسعادة فى الدنيا والآخرة، ولكل مسلم يتطلع للشفاء والعلاج باستخدام القرآن الكريم. والله ولى التوفيق،،، أ.د. محمد فتحى عبد الهادى أستاذ علم المعلومات كلية الآداب – جامعة القاهرة صباح الجمعة 28 رمضان 1438هـ 23 يونيو 2017 م